رمضانيات رمضانيات
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

رمضان مضمارٌ للتسابق إلى الجود والإنفاق


 قال ابن شهاب: "إذا دَخَل رمضان، فإنَّما هو تلاوةُ القرآن، وإطعام الطعام".

ولا يُشترط - لكي تكون جوادًا - أن تكون غنيًّا من أصحاب الأموال الكثيرة، بل أن تتصدَّق ولو بالقليل؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَبَق درهمٌ مائةَ ألف دِرهم))، فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: ((رجلٌ له مال كثير، أَخَذ من عَرضِه مائةَ ألف درهم تصدَّق بها، ورجلٌ ليس له إلاَّ درهمان، فأخَذَ أحدَهما فتصدَّق به))؛ صحيح سنن النسائي.

فإذا قدَّمتَ لصائم تمرة، أو جرعة من ماء، فقد فَطَّرت صائمًا، ولكَ مثل أجر صيامه، عن زيد بن خالد الجهني - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن فطَّر صائمًا، كان له مثلُ أجرِه، غير أنَّه لا ينقص من أجْرِ الصائم شيء))؛ صحيح الترمذي.

 عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: "كان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان، فيدارسُه القرآن، فلَرسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أجود بالخير مِن الرِّيح المرسَلة"؛ متفق عليه، وخرَّجه الإمام أحمد بزيادة في آخره، وهي: "لا يُسألُ عن شيء إلاَّ أعطاه".

تَعَوَّدَ بَسْطَ الْكَفِّ  حَتَّى  لَوَ  انَّهُ        ثَنَاهَا  لِقَبْضٍ   لَمْ   تُجِبْهُ   أَنَامِلُهُ
تَرَاهُ   إِذَا    مَا    جِئْتَهُ    مُتَهَلِّلاً        كَأَنَّكَ تُعْطِيهِ  الَّذِي  أَنْتَ  سَائِلُهُ
هُوَ الْبَحْرُ مِنْ أَيِّ  النَّوَاحِي  أَتَيْتَهُ        فَلُجَّتُهُ الْمَعْرُوفُ وَالْجُودُ سَاحِلُهُ

لقد ضَرَب السلفُ الصالح أروعَ الأمثلة في سخائهم وعطائهم في رمضان:
 قال الإمام الذهبي: "وبَلغَنا أنَّ حماد بن أبي سليمان كان ذا دنيا مُتَّسِعة، وأنَّه كان يُفطِّر في شهر رمضان خمسمائة إنسان، وأنَّه كان يُعطيهم بعدَ العيد لكلِّ واحد مائةَ درهم، وكان قد توفي سنة 120هـ".

• وجاء سائل إلى الإمام أحمد، فدَفَع إليه رغيفَين كان يعدُّهما لفطره، ثم طوى، وأصبح صائمًا.

 وكان ابن عمر لا يُفطِر إلاَّ مع المساكين، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه، أخَذَ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل.

 قال ابن رجب: "كان كثيرٌ من السَّلف يواسون مِن إفطارهم، أو يُؤثِرون به، ويطوون".

 وقال الشافعي - رحمه الله -: "أحبُّ للرجل الزيادةَ في الجود في شهر رمضان؛ اقتداءً برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولحاجةِ الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبِهم".

نعم، كانوا يقتدون برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ففازوا بصلاح الدنيا، والنجاة في الآخرة، وما ساءَتْ أحوال المسلمين في زماننا، حتى تطاول عليهم الأعداء، إلاَّ بسبب تَرْك الاقتداء، وترك تعظيم السُّنن.

بل صار رمضانُ عندَ بعض الأسر "شهر الديون"، حيث المشتريات الغذائية الزائدة، وكأنَّه شهر الطعام والشراب، وصار عند البعض الآخر "شهر التدخين" بأنواعه، حيث خرجتْ علينا آخِرُ الإحصائيات ببلدنا بكون تدخين السجائر في رمضان يرتفع بنسبة 18%، وتدخين الحشيش بنسبة 15%، ولا حولَ ولا قوَّة إلاَّ بالله!


ألاَ نستحقُّ - بعد هذا - أن ينعتنا أحدُ الغربيِّين الحاقدين بقوله: "العرب أمَّة لا تقرأ، وإذا قرأتْ لا تفهم، وإذا فهمتْ لا تُطبِّق"، نعم، عدم التطبيق هو الذي جَعَل ذلك المثبور الدانماركي يتجرَّأ ليضع رسومًا للرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وبعدما عرَّفوه برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "ظننتُه 
كأتباعه"، والله المستعان.

المصدر :شبكة الألوكة


عن الكاتب

khalil chelbi

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

رمضانيات